قرأت لكم كتاب التوراة والإنجيل والقرآن والعلم وهومن تأليف د.موريس بوكاي
واعتقد ان معظمكم يعرفه.. ويقال أن أهل كاتب هذا الكتاب أعلنوا فى بريطانيا
أعلنوا عن إحتياجهم للص محترف ، فأعلموه مكان الكتب فى بيت موريس قبل
طبع الكتاب فلما سرقه اللص دفعه الفضول للاطلاع على الكتاب قبل تسليمه فلما
قرأه أسلم وبعد فترة من الزمن أعاده لموريس ( الذي كان هو وأهله من
المتعصبين لدين المسيحية ).
والكتاب يتحدث عن الكتب الثلاث ومدي توافقها مع معطيات العلم الحديث ..
وأثبت بما لا يدع مجالا للشك أن القرآن هوالكتاب الوحيد من الكتب الثلاث
الموجودة حاليا الذي يتفق مع الإكتشافات العلمية الحديثة وهذا يؤكدأن القرآن
هوكتاب الله الذي لم يحرف .
وقد بدأ بوكاي كتابه بالحديث عن التوراة وطرح سؤال :من هومؤلف العهد
القديم؟ وأشار الى رأي مؤلف الكتاب المقدس الغامض الذي ينهي أي تساؤل
آخر( مع أن من قاموا بكتابته بشر إلا أن مؤلفه هوالله)
حيث اكد أنها نقلت من عدة نصوص متفرقة وأنه اضيفت اليها اسفار جديدة
على مرالتاريخ وحتي القرن الأول قبل الميلاد ، وتحدث عن الكتب التي تكتب
ليقرأها ا لمتخصصون في اللاهوت المسيحي ..مثل الدراسة التي قام بها ادموند
جاكوب عن العهد القديم الذي اشار للأصول المتعددة للتوراة قبل ميلاد المسيح
( 3 اصول عبرية)والنص السامري ( اسفار موسى الخمسة)
ويشير جاكوب الى انه ليس بحوزتنا شيء منها الآن للمقارنة بينها ومعرفة أيها
النص الأصلي فقداندثرت ، وانه بإستثناء لفائف البحرالميت التى تم العثور
عليها بوادي قمران، وبعض أوراق البردي التي تحوي الوصايا العشر، وبعض
المخطوطات التي عثر عليها في الجيزة بمصر فإن اقدم نص للتوراةالعبرية
يرجع للقرن التاسع الميلادي.
وأشار جاكوب في دراسته الى ان الكتاب المقدس قبل جمعه في الأسفار التي
نشاهدها اليوم تراثا شعبيا يعتمد اساسا على تناقل الأجيال له اعتمادا على
الذاكرة حيث كان الناس يتغنون بنصوص التوراة وكان أبناء الشعب الإسرائيلي
يغنون في مختلف المناسبات ..ومن هذا المنطلق يقول جاكوب ( يحتمل أن ما
يرويه العهد القديم عن موسى والآباء الأولين لا يتفق الا بشكل تقريبي مع
المجرى التاريخي للأحداث ولكن الرواة كانوا يضيفون الأناقة والجمال وروعة
الخيال حتى يربطوا بين احداث شديدة التنوع والتناقض) ويؤكد بأنه لم تكن هناك
دقة تامة حتى نشأت القوانين والشرائع التي يقال انها كتبت بيد الله نفسه وهي
الوصايا العشر والتي يقدمها العهد القديم في صياغتين في سفر الخروج وسفر
التثنية حيث أوجه الخلاف واضحة بينهما ويصل جاكوب إلى أن التوراة هو
تجميع عشوائي تم تجميعه اساسا من التراث الشفهي .
ويستعرض المؤلف اسفار التوراة والتى ظلت تضاف سفربعدالآخر منذ القرن
العاشر قبل الميلاد وحتى القرن الثالث قبل الميلاد وهناك اسفار اضيفت في
القرن الثاني الميلادي مثل سفرعزرا وسفر نحميا وهناك اسفار لم يعرف
تاريخ تدوينها بالتوراة مثل اسفار طوبيا ويهوديت ، ويؤكد د. بوكاي أن
المعلومات التي قدمها عن هذه الأسفار مستقاة مما كتبه العلامة ج.ب.ساندرز
عن العهد القديم بدائرة المعارف بونيفا سالير طبعة 1974.
ويتحدث د.بوكاي عن اسفار موسى الخمسة والتي كانت الديانة اليهودية
والمسيحية تعتبر أن موسى عليه السلام هو مؤلفها ، ولكن في الوقت الحاضر
تم رفض هذه النظرية لسبب هام أشار اليه الأب دي فو مدير مدرسة الكتاب
المقدس بالقدس :
حيث يستحيل أن يكون موسى قد كتب بنفسه كيف مات ( كما ورد بالإصحاح
الرابع والثلاثين من سفر التثنية من5 - 12 ).
والإنسان يعرف مدي صعوبة دحر خرافة يؤيدها المسيح نفسه والذي ينسب
اليه العهد الجديد أنه كان يؤيد أن موسى عليه السلام هو كاتب الأسفار
المنسوبة اليه .
ويرجع الفضل في القضاء على هذه الخرافة الى آستروك طبيب الملك لويس
الخامس عشر الذي كانت لديه الشجاعة ليشير الى تعدد مصادر سفر التكوين
ونشرذلك وهو وجود نصين جنبا الى جنب في هذا السفر وفي كل منهما تسمية
مختلفة تطلق على الله فهومرة (يهوا) ومرة أخرى هو(الوهيم ) والنص الأخير
يلزم أن يكون متأخرا عن عصر موسى عليه السلام.
وقدلاحظ ادموند جاكوب في دراسته أن تعديلات كثيرة ادخلت على اسفار
التأريخ ..ويؤكد الأب ليفيفر أن قصة راعوث كلها اقحمت على نصوص سفر
القضاة ،
كما يرى جاكوب أن قصص سفر الملوك بها أخطاء كثيرة وأن أخبار الأنبياء
يختلط فيها عناصر تاريخية مع عناصر اسطورية خرافية ، وأن أسفر أخبار
الأيام وعزرا ونحميا لها مؤلف واحد ممن كان يطلق عليهم الكتبة والذين
كتبوها دون اهتمام بالتناقضات الموجودة فيها والتناقضات التى نتجت عما
اضافوه هم انفسهم عند إعادة الصياغة
وتحدث عن الأسفارالتى تتحدث عن تاريخ الكابيين قائلا أنها روايات اقرب إلى
الحقائق ، ويتساءل عن سبب إدراج سفر أيوب ضمن لأسفار التي تنسب للأنبياء
مع أن العهد القديم لا يعطي لأيوب أي مساحة يتكلم فيها ( السفر يتحدث عن
أيوب فمن كتبه ؟ وهوليس على لسان أيوب مثل اسفار الأنبياء؟)
ونجد أن المتخصصين في الدراسات اللاهوتية يقبلون بعمل مقارنات متعلقة
بالأحداث التاريخيةخاصة في حالة وجود اتفاق مع الكتاب المقدس ومعطيات
علم التاريخ ولكن تعوزهم الصراحة عند اجراء مقارنات بين نصوص الكتاب
المقدس وبين حقائق العلوم الحديثة لأنهم يدركون أن مثل هذه الصراحة سوف
تؤدي بالناس إلى الإيمان بعدم صحة ومصداقية النصوص المقدسة اليهودية
المسيحية .
العهد القديم والعلم الحديث :
يشير د.بوكاي في هذا الجزء من كتابه الى الإختلافات بين نصوص التوراة
بالنسبة للحدث الواحد: ففي الإصحاح السادس الجملة الثالثة من سفر التكوين
يقرر الله مباشرة قبل الطوفان أن عمر الإنسان هومائة وعشرون عاما مناقضا
بذلك لما قرره الله بالجملة الثانية والثلاثين من الإصحاح الحادي عشر بذات
سفر التكوين ، إذ يحدد الله عمر الإنسان في نسل سيدنا نوح بأنه مائة وثمانية
وأربعون عاما ، بل وصلت في بعض الأحيان إلى ستمائة عام ..وسبب التناقض
أن النص الأول يهوي يعود إلى القرن العاشر قبل الميلاد أما النص الثاني
( من 10 إلى 32 ) باللإصحاح 11 فهومن التراث الكهنوتي الذي يرجع إلى
القرن السادس قبل الميلاد.
وأكثر التناقضات مع العلم الحديث نجدها في سفر التكوين ..حيث يقدم سفر
التكوين روايتين مختلفتين عن خلق العالم ، الأولى بالإصحاح الأول وبداية
الإصحاح الثاني من سفر التكوين وهي مثال نموذجي للتناقضات مع مقتضيات
الدقة من وجهة النظر العلمية نجد (( في البدء خلق الله السموات والأرض
وكانت الأرض خربة وخالية والظلمات تغطي اللجة وروح الله يرف على وجه
الماء)) .
يقول د. بوكاي : فوجود الماء في بدء خلق الأرض ليس له ما يسوغه من وجهة
نظر العلم الذي يقرر سبق المرحلة الغازية لمرحلة المواد الصلبة في خلق العالم
ومن الخطأ أن نقحم الماء في أول مرحلة من مراحل خلق العالم .
الجمل من 3-5 (( وقال الله ليكن نور فكان نور ، ورأى الله النور أنه حسن
وفصل الله بين النور والظلمة ودعا الله النور نهارا والظلمة دعاها ليلا وكان
مساء وكان صباح يوما واحدا)) وهنا يعلق المؤلف بقوله إن النور المحيط
بالعالم إنما هوإنعكاس لضوء النجوم ولم تكن النجوم قد خلقت (حسب التوراة
فهي خلقت في اليوم الرابع وكذلك تقسيم اليوم إلى ليل ونهار إذ لا يعقل
وجودهما إلا بعد وجود الأرض ودورانها حول الشمس وهوما تم بعد اليوم
الأول).
نجد أيضا في الجملة السادسة وحتى الثامنة من نفس الإصحاح (( وقال الله
ليكن جلد في وسط المياه وليكن فاصلا بين مياه ومياه فعمل الله الجلد وفصل
بين المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق الجلد وكان كذلك ودعا الله الجلد
سماء وكان مساء وكان صباح يوما ثانيا)) يقول د.بوكاي إن خرافة المياه التي
يتم إستخدامها هاهنا مع إفتراض إنفصال هذه المياه إلى طبقتين تصبح إحداهما
أرض و الأخرى سماء وإنفصال الأرض هكذا إلى أرض وسماء صورة غير
مقبولةعلميا .
والجمل من 9- 13 (( وقال الله لتجتمع المياه تحت السماء إلى مكان واحد
ولتظهر اليابسة وكان كذلك ودعا الله اليابسة أرضا ، ومجتمع المياه دعاه بحارا
ورأى الله أن ذلك حسن .وقال الله لتنبت الأرض عشبا وبقلا يبرز بزرا وشجرا
ذا ثمر يعمل ثمرا كجنسه بزره فيه على الأرض وكان كذلك ، فأخرجت الأرض
عشبا وبقلا يبرزبزرا كجنسه وشجرا يعمل ثمرا بزره كجنسه ورأى الله ذلك أنه
حسن .وكان مساء وكان صباح يوما ثالثا )).
وإفتراض وجودعالم نباتي منظم تنظيما وراثيا من خلال البذور التي لا تظهر
إلا بعد نضج الثمار يستحيل أن يتحقق إلا بوجود الشمس التي لم تخلق إلا في
اليوم الرابع حسب سفر التكوين ذاته.
والنص من 14 - 19 بنفس الإصحاح (( وقال الله لتكن أنوار في جلد السماء
لتفصل بين النهار والليل . وتكون لآيات وأوقات وأيام وسنين.وتكون أنوارا في
جلد السماء لتنير على الأرض وكان كذلك و فصل الله النورين العظيمين النور
الأكبر لحكم النهار والنور الأصغرلحكم الليل وجعلها في جلد السماء لتنير على
الأرض ولتحكم على النهار والليل ولتفصل بين النوروالظلمة ، ورأى الله ذلك
أنه حسن .وكان مساء وكان صباح يوما رابعا)) .
وهنا يشير بوكاي إلى أن النقد الوحيد الذي يمكن أن يوجه لهذا النص هومكان
وتوقيت ظهور الشمس بالنسبة لنظام خلق العالم ككل ،وكما نعرف علميا
إنفصلت الأرض وإنفصل القمر من الكوكب الأصلي لهما وهوالشمس وترتيب
وتوقيت خلق الشمس و القمر بعد خلق الأرض إنما هومخالف ومناقض بكل
شدة للرأي المستقر علميا بشأن تكوين المجموعة الشمسية .
الجمل من 20-30 تقول (( وقال الله لتفض المياه زحافات ذات نفس حية وليطير
طير فوق الأرض وعلى وجه جلد السماء .فخلق الله التنانين العظام وكل ذوات
الأنفس الحية الدبابة التي فاضت بها المياه كأجناسها وجميع دبابات الأرض
كأجناسها ، وكل طائر ذي جناح كجنسه، ورأى الله ذلك أنه حسن ، وباركها الله
قائلا أثمري وأكثري وإملئي المياه والبحار وليكثر الطير على الأرض وكان
مساء وكان صباح يوما خامسا)) وهكذا حتى الجملة 30.
ووفقا لما ورد بسفر التكوين لم تكن الأرض مأهولة بالكائنات الحية حتى مجيء
اليوم السادس في الفقرة التالية بنفس السفر.
ثم نأتي لليوم السابع (( فأكملت السموات والأرض وكل جندها وفرغ الله في
اليوم السابع من عمله الذي عمل فإستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي
عمل . وبارك الله اليوم السابع وقدسه لأنه فيه إستراح من جميع عمله الذي عمله
الله خالقا )) "سفر التكوين 2:1-3" .
ويعلق د.بوكاي على هذه الفقرة ( كلمةجندها )هي كلمة غريبة في هذا السياق
،أما كلمة إستراح فهي تفيد أن الله قد أصابه التعب في الأيام الستة الأولى
فإستراح في السابع ( سبحان الله وتعالى عما يصفون)، ومن هنا جاء يوم
الراحة عند اليهود وهو يوم السبت ..
ولا ريب أن هذه الراحة لله في اليوم السابع خرافة اخترعها خيال كاتب
الإصحاح الثاني "وهومن النص الكهنوتي" على حين لا يشير النص " اليهوي"
للتوراة إلى راحة الله الذي يتعب من عمله في الأيام الستة .
الرواية الثانية لخلق العالم :
ترجع إلى عصر يسبق الرواية الأولى وهي لا تفجر كثيرا من أوجه التناقض
مثل الأولى وذلك لأنها مقتضبة وتسمح بوجود فاصل زمني أكبر فيما يتعلق
بشأن خلق الإنسان والأرض والسماء ونجد هناجملة مثل (( زرع الله بستانا
في نفس الوقت الذي خلق فيه الإنسان )) .
وهكذا يظهر عالم النبات في نفس الوقت الذي ظهر فيه الإنسان على الأرض
وهذا خطأ من وجهة النظر العلمية .. فقد ظهر الإنسان بعد أن كانت تحمل
النباتات بزمن بعيد
ومن الممكن أن يكون العلم الحديث قد وصل إلى تحديد تقريبي بشأن تاريخ
بداية خلق العالم .. إن الفاصل الزمني بين بدء نشوء النظام الشمسي لعالمنا
ووقتنا الحاضر يقدره العلم الحديث بأربعة بلايين ونصف بليون سنة ، وبذا
ندرك الفرق بين الحقيقة العلمية وبين المعلومات التي يقدمها الكتاب المقدس
بهذا الشأن .
لمن يريد تحميل الكتاب من على هذا الرابط
http://www.library.mohdy.com/saveas.asp?p_path=http://www.mohdy.name/pdfs/c_010.pdf&book_name_html=%3Cstrong%3E%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86