الطريقة الصحيحة والكود الصحيح لعمل حقوق او اشياء اسفل المنتدى كما في منتدانا

تاريخ التسجيل : 08/01/2009

أطفالنا وحفظ القرآن
للكاتب(د. أحمد بن صالح الزهراني)

حكى الحسن بن عمرو الفقيمي أنّ سعيد بن جبير أنكر على أبيه عَمْراً تعليمَه القرآن وهو غلام، ونقل الحسن عن إبراهيم النخعي الإمام التابعي الجليل قوله: «كانوا - أي السّلف - يكرهون أن يعلموا الغلام القرآن حتّى يُدرك» وفي رواية: «وكانوا يستحبّون أن يكون للغلام صَبوة» قال ابن حجر مُعلّقاً: «وكلام سعيد بن جبير يدل على أنّه يُستحب أن يُترك الصبيّ أولاً مُرَفّهاً» وقال بعد ذكر الخلاف: «والحق أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص». الغرض من هذا أنّ كثيراً من أولياء الأمور يزجّون بأبنائهم في مراحل مبكرة إلى حلقات تحفيظ القرآن ومدارس تحفيظ القرآن دون مراعاة لأحوال الأبناء وقدراتهم على المجهود النفسي لتعلم القرآن وحفظه وهو ما عبر عنه ابن حجر باختلاف الأشخاص، ونحن نعلم كم يقطع الاجتهاد في حفظ القرآن على الطفل من أوقات اللهو والمرح، وهذا أمر ملحوظ في مدارس التحفيظ إذ كثيراً ما يعود ذلك على الأبناء بالملل،إضافة إلى الاندفاع القوي نحو مسالك غير مُحَبّبة من الشغب وما هو أسوأ من ذلك بمجرد أن يبلغ الواحد من هؤلاء الأبناء سِناً يتحرر فيه من سلطة الوالدين والقيود التي كانت تُفرض عليه بسبب إلحاقه بحلقات أو مدارس تحفيظ القرآن رغما عنه، وكل هذا سببه غياب الجانب التربوي في الموضوع والاندفاع العاطفي في هذا الاتجاه دون دراسة وتحليلٍ لشخصية الطفل وخلفيته وظروفه وقدراته وكلّ تلك عوامل مهمة في اتخاذ قرار البدء في تحفيظه القرآن من عدمه، ومن أشدّ مظاهر الخلل في هذا الجانب أن يكون الطفل في بيئة لا تتلاءم أبداً مع طبيعة حفظ القرآن، بمعنى أن يكون في البيت كثير من الملاهي والأمور المشغلة والمحببة للأطفال إضافة إلى كثرة انشغال الوالدين أو عدم اهتمامهما بالأمر مكتفيان بالمدرسة، وأشد من ذلك وأنكى أن يكون في البيت مخالفات شرعية تصطدم بالمسؤولية الأخلاقية الّتي يتحمّلها الطفل بمجرد انخراطه في حفظ القرآن، إذ يزيد هذا من الفجوة بين ما يحفظ ويُلزم به أدبياً تجاه القرآن وشرف حفظه ودراسته وبين ما يجده في بيئته المنزلية من مخالفة فإمّا أن يقع في الشك والريب واما أن يفقده ذلك أي أثر للقرآن على سلوكه وقد رأيت من ذلك عجباً، لهذا أقول إن حفظ القرآن شرف يتمنّاه كل مسلم لكن لا يجوز الزجّ بالطفل في هذا الطريق دون أن يكون له قاعدة منزلية حاضنة ومسؤولية يتحملها الوالدان بالتضحية بأمور كثيرة يجب أن تخلو منها بيوت حفظة كتاب الله وإلاّ فإن شرف التاج في الدار الآخرة لن يضيع فقط بل أخشى أن يأتي ذلك بنتائج معاكسة لما نصبو إليه، والله المستعان

الموضوع منقول من : هنا |مصدر النقل :شبكة ومنتديات إمبراطورية الإسلام

توقيع أمير بكلمتي